هل كذبَ النباتيون؟ بحث يؤكد: النظام الغذائي النباتي لن يُنقذ الكوكب

نشر في:

  • أسوار برس

وكالات/ أسواربرس/ لطالما جادل النباتيون بأن أسلوبهم في تناول الطعام هو الأفضل للحيوانات ولكوكبنا. لكن بحثًا جديدا من جامعة جورجيا يشير إلى أن هذا قد لا يكون هو الحال في الواقع.

فقد وجدت الورقة البحثية أن اتباع نظام غذائي يتكون في الغالب من نباتات (vegetarian) أو من نباتات ولحوم محلية مرباة بطريقة إنسانية (vegan) هو على الأرجح الطريقة الأكثر أخلاقية لتناول الطعام إذا أردنا إنقاذ البيئة وحماية حقوق الإنسان.

وقالت آمي تراوجر، مؤلفة الدراسة والأستاذة في كلية فرانكلين للفنون والعلوم: "لا يوجد شيء مستدام في هذا النموذج القائم على النبات. إنه في الحقيقة مجرد الكثير من ظاهرة الغسل الأخضر (تضليل المستهلكين حول الممارسات البيئية للشركة أو الفوائد البيئية لمنتج أو خدمة ما). لست مضطرا حقا إلى النظر بعيدا جدا لترى مدى إشكالية هذه الرواية".

وشرحت أنه، على سبيل المثال، لا يتم في الولايات المتحدة زراعة فول الصويا المستخدم في منتجات مثل التوفو. ووجدت الدراسة أن معظم منتجات فول الصويا، حتى وقت قريب، يتم استيرادها إلى حد كبير من الهند، حيث يساهم إنتاج فول الصويا في إزالة الغابات على نطاق واسع وفقدان الموائل.

وتشغل مزارع فول الصويا أيضا مساحة أرض قيمة يمكن استخدامها لتخفيف انعدام الأمن الغذائي في البلاد بدلا من ذلك.

والتلوث والتأثير البيئي الناجم عن نقل فول الصويا مئات الآلاف من الأميال إلى الولايات المتحدة هو كارثة بيئية.

وبالمثل، يتم استيراد زيت النخيل، الذي غالبا ما يستخدم كبديل نباتي للزبدة،من إندونيسيا وماليزيا وتايلاند ونيجيريا.

ودمرت النظم البيئية المحلية هناك بسبب إزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي حيث تم تجريف ملايين الهكتارات من الغابات لإنتاج زيت النخيل.

وعلاوة على تأثيرها البيئي، كانت صناعة زيت النخيل موضوع مزاعم عديدة تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، مثل عمالة الأطفال، وتفشي الاعتداء الجنسي والاغتصاب، والتعرض لمبيدات الآفات الخطرة دون معدات الحماية المناسبة.

وقالت تراوجر: "يعطي الناس الأولوية لحياة الماشية وحيوانات المزارع على حياة الناس الذين يزرعون زيت النخيل أو فول الصويا. الشركات تحب أن تسوق للناس أن تناول الطعام بهذه الطريقة سيحدث فرقا في العالم، لكنه لن يحدث".

وتفيد العديد من النظريات الشائعة  بأن تقليل استهلاك اللحوم يجب أن يساعد على التخفيف من تغير المناخ. لكن هذا لا علاقة له بالحيوانات نفسها. والمشكلة تكمن في كيفية عمل صناعة اللحوم حاليا.

وأوضحت تراوجر: "تعد الثروة الحيوانية مهمة للغاية لاستدامة النظام الزراعي وللتخفيف من آثار تغير المناخ". 

وأضافت: "هناك بالتأكيد حجة لتقليل كمية اللحوم التي نتناولها، ولكن يمكننا الحصول على قدر كبير من احتياجاتنا من البروتين من خلال كمية صغيرة من المنتجات الحيوانية مثل اللحوم أو البيض. وفي الوقت نفسه، فإن منتجات مثل الأفوكادو وجوز الهند والكاكاو والقهوة، رغم أنها نباتية لكنها تدمر البيئة وسبل العيش".